الأهداف التي نتوقعها من التعليم
يعتبر التعليم ذات أهمية اجتماعية كبيرة، في الوسط الاجتماعي.
وللتعليم مجموعة من الأهداف التي يتوقع من خلالها المدرس أو النظام بصفة عامة،
الوصول إليها. إلا أن هذه الأهداف تختلف وفق أزمنة، ومراحل زمنية عبر التاريخ.
فالإنسان عبر العصور تطور وفق نمط محدد فكان في بادئ الأمر جل تفكيره هو تعلم
كيفية الطبخ والصيد وتوفير قوته اليومي. ثم انتقل إلى مرحلة الزراعة ثم الصناعة
فكل هذه المراحل يحددها سؤال مهم.
ماذا نريد أن نتعلم؟
ويمكن إجمال أهداف التعليم في مجموعة من الخطوات:
- التربية
التربية هي من سيمات أهداف التعليم أو كما يطلق
عليها التنشئة الاجتماعية. تعتبر الأسرة هي المصدر الأول للتنشئة الاجتماعية للأطفال
وتحدد مجموعة من العناصر مثل العادات والتقاليد والهوية الفكرية للتلميذ أو الطالب
بصفة عامة.
إلا أن في عصرنا الحالي تترك مجموعة من العناصر
المهمة لدور التعليم في التنشئة الاجتماعية. في مقابل تراجع دور الأسرة في هذه
العملية كما كان.
فأصبح متوقع من المدرس أو المدرسة بصفة عامة، أن
يقوم بغرس القيم الأخلاقية في التلميذ، والتحسيس بالصواب والخطأ. ورفع قدرته على
تقييم المواقف فيما يخص الواقع الاجتماعي والتحسيس بالمواطنة، بالإضافة إلى إعداده
ليكون رؤية مستقبلية وفق نظام التعليم الخاص به.
- إصلاح السلوكيات والمواقف والأفكار
تعتبر الأسرة هي المدرسة الأولى في حياة الطفل أو
التلميذ، الشيء الذي يغرس فيه مجموعة من الأفكار، التي تحدد هويته. إلا أن هناك
مجموعة من المواقف قد تكون قد تشكلت عن طريق الخطأ. وبطرقة خاطئة لما هو عليه الواقع،
وتعتبر المدرسة هي المؤسسة الثانية في عملية تعليم الطفل، التي عليها إصلاح هذه
المواقف الخاطئة التي تشكلت لدى التلميذ عن طريق الخطأ، على الرغم من أن دور
المدرسة محدود في هذا النطاق إلا أنه يجب تكريس الجهود للإصلاح هذا السلوك.
- الحفاظ على الهوية الثقافية
يجب على التعليم أن يهدف إلى ترسيخ الهوية الثقافية،
عبر نظامه التعليمي. فلا ينبغي للعملية التعليمية أن تتجرد من هذا الدور الفعال
والمهم في أي مجتمع كان.
والمقصود بالهوية الثقافية هو معرفة تاريخه الطويل
والعادات والتقاليد ودينه، التي تجعله يعتز بهذه الهوية. كذلك الفن، والآدب والموسيقى
وغيرها من الأمور التي تؤكد على هويته الثقافية.
ويتم ترسيخ هذه الهوية، إما بطريقة مباشرة، عبر
النظام التعليمي. أي إدماج الهوية في المقررات الدراسية أو عن طريق الكتب
التاريخية. أو بطرقة غير مباشرة بالاحتفال بالأعياد الوطنية التي تخلدها الدولة أو
أعياد دينية الشيء الذي يزيد من تثبيت الهوية وغرسها بشكل أفضل.
- التميز والترقي
ينبني هذا الهدف، انطلاقا من حب التنافس الشخصي بين
التلاميذ أو الطلبة. في التحصيل الدراسي، فكل تلميذ يتفوق تكون له مكانة ودرجة
أحسن، من التلاميذ الذين لا يقدمون مستوى أحسن أو عمل جيد. فهذا يؤدي إلى خلق انتقاء
اجتماعي.
- النفع المادي
من بين أهداف التعليم كذلك المنفعة المادية. فلابد
من الشاب الذي قضى سنوات من التحصيل، أن يؤدي هذا التحصيل إلى منفعة مادية. إما عن
طريق التوظيف في القطاعات الخاصة أو العامة. أو من خلال مشاريع خاصة، تكون وليدة
تلك السنوات من التحصيل الدراسي وبالتالي يصبح مواطن منتج في المجتمع.
فأهداف التعليم لا يمكن أن يتم تلخيصها في سطور أو
نقط لأن أهداف التعليم هي أهداف جوهرية في حد ذاتها.

إرسال تعليق